مقدمة شاملة حول الاستثمار
الاستثمار هو الممتلكات التي يحصل عليها الفرد من اجل الحصول على المال سواءاً في الحاضر أو المستقبل، ويعبر أيضاً عن كمية رأس المال التي يتم استخدامها في إنتاج الخدمات والسلع من أجل توفيرها في السوق بغرض تحقيق الأرباح
يمكننا أيضاً تعريف الاستثمار من جانبين مختلفين:
الجانب الاقتصادي
الاستثمار يُعرف من الناحية الاقتصادية على أنه عملية شراء المنتجات أو البضائع منخفضة القيمة نسبياً في الوقت الحالي، لكن المؤشرات الاقتصادية توضح احتياج الأسواق إليها في المستقبل، وعلى ذلك يتم بيعها بعد فترة ويتم تحقيق ثروة مالية منها.
الجانب المالي
أما من الناحية المالية فالاستثمار هو عملية شراء الأصول النقدية التي من المحتمل ارتفاع قيمتها بعد فترة ليتم بيعها، وتحقيق الأرباح عن طريق فرق الأسعار بين عمليتي الشراء والبيع، أو من فوائدها مع الاحتفاظ بالقيمة الأصلية لها مثل الاستثمار في الأسهم والسندات.
الفرق بين الاستثمار والإدخار
إن كل من الادخار والاستثمار يمثل جانباً هاماً من جوانب الحياة المالية للأفراد، فالادخار يعني أن تقوم باستقطاع جزء من دخلك، والاحتفاظ به في صورته الثابتة لحين الاحتياج إليه أي أنه مبلغ للطوارئ أو نافذة للاستثمار مستقبلاً.
أما الاستثمار فكما ذكرنا، هو توجيه الأموال إلى جانب مادي أو مالي بهدف تحقيق الأرباح المالية.
وعلى ذلك نجد أن كلاً من الاستثمار والادخار يكمل بعضهما البعض، وتحتاج إلى الموازنة بينهما لتحقيق الثراء والاستقلال المادي.
إن الاستثمار هو الطريق المنطقي لتحقيق الثراء، في حال تم استخدام النقد في أماكنه الصحيحة والمدروسة، ورغم هذا
وذاك يجب على الفرد تجنب توجيه المال دفعة واحدة وإن تنوعت مصادر الاستثمار، حيث أن الأسواق تتسم بالتذبذب
وعدم الاستقرار وتتفاوت الأسواق في ذلك، لذلك لابد من وجود ادخارات كافية تغطي قيمة النفقات أو التزاماتك
الشخصية في أوقات الكساد الاقتصادي أو لاقتناص الفرص الاستثنائية.
وبذات الوقت لا يجب علينا الاحتفاظ بالنقد بشكل كامل كمدخرات، وذلك لأن معدلات التضخم الاقتصادي تتسبب في تآكل القيمة النقدية للمال وتضاعف قيمة الأصول المملوكة ، مما ينتج عنه ضعف القوة الشرائية للمال نتيجة الارتفاع المتزايد في الأسعار.
نتذكر يجب دائماً الموازنة بين الادخار والاستثمار في حياتك حتى تستطيع تحقيق النجاح، وفي نفس الوقت تستطيع أخذ الاحتياطات اللازمة تجاه متغيرات الأسواق للتصحيح وإعادة التموضع، ولتتجنب المرور بالأزمات المالية.
لماذا نحتاج إلى الاستثمار؟
الحقيقة أن الاستثمار هو العامل الأساسي لبناء ثروة حقيقية، فلا يمكن الوصول إلى الثراء المالي الذي يحلم به الكثير من الناس عن طريق وظيفة تقليدية، ويمكن تأسيس الاستثمار بمبالغ محدودة وبسيطة في بداياته ثم العمل على توسعته.
كل ما يحتاج إليه الشخص هو ادخار مبلغ معين بشكل مستمر للحصول على رأس مال يمكنه من البداية في عالم الاستثمار، ويجب الانتباه أيضاً أن تجميد المال لا ينتج عنه المحافظة على هذا المال كما يعتقد بعض الناس، لأنه وبكل بساطة ستقل قيمته، أما من يمتلك عقاراً ويستثمره في الإيجار أو بيعه عند ارتفاع سعره فقد احتفظ في أسوء المعطيات بماله مع التضخم خلال المدة، وهذا أقل ما نود الوصول إليه من خلال الاستثمار.
أنواع الاستثمار:
للإستثمار أشكال متعددة، تختلف مخاطرها وعوائدها ومددها المتوقعة بحسب كل منها…
فهناك الاستثمارات طويلة الأجل، وهو عبارة عن استثمار مدته أكثر من عام، ويمكن أن يكون للأصل إنتاج بشكل
مادي أو بهدف التطور والنمو، عادةً ما يكون هدف هذا النوع من الاستثمار هو حماية رأس المال والسعي لتحقيق عوائد مالية كبيرة وغالباً ما يتميز بانخفاض معدلات المخاطرة.
أما الاستثمارات قصيرة الأجل، فتكون استثمارات مؤقتة تمتد لفترة تتراوح ما بين 3 أشهر إلى 12 شهر، وتكون قابلة للعودة لأصلها النقدي، ويكون هدف هذه الاستثمارات تحقيق عوائد سريعة وحماية رأس المال.
أدوات الاستثمار:
- المشاريع التجارية: المؤسسات والشركات الزراعية والخدمية والصناعية
- العقارات: وتشمل الأراضي والمباني
- أسواق المال: نقصد بذلك تبادل الملكيات عن طريق البيع والشراء وتشمل كلاً من:
- الأسهم: الأسهم العادية – الأسهم الممتازة.
- السندات: وثائق دين قليلة المخاطر متوسطة إلى طويلة الأجل، مثل السندات الحكومية والسندات المؤسسية.
- المشتقات المالية: عقود بين طرفين وتكون مرتفعة الأرباح كما أنها عالية المخاطر، وتتمثل في: عقود الخيار، بالإضافة إلى العقود المستقبلية.
- العملات: تشمل تداول عملة مقابل عملة، مثل العملات الرقمية والعملات الرسمية
طريق الاستثمار ليس ممهداً وسهلاً كما يتصور البعض بل هو قصة كفاح ونجاح طويلة تتخللها مخاطرات ودراسات وليالٍ طوال، وكما ذكرنا بكل نوع من الاستثمار هدف وزمن ومخاطرة.
أهم مخاطر الاستثمار:
- تذبذب الأسواق.
- التضخم وارتفاع الأسعار.
- مخاطر الحد الائتماني.
- الاستثمارات الأجنبية الكثيفة والضخمة.
- البيئة السياسية والاقتصادية للدولة.
- المنافسون وكبار المستثمرين الذين يحتكرون السوق الذي تستثمر به، وقدرتهم على التحكم في الأسعار.
- قلة الخبرة والمعرفة للمستثمر، وعدم قدرته على التعامل بمرونة مع المتغيرات الاقتصادية.
- القرارات الحكومية المتغيرة.
كل هذه الأمور وغيرها الكثير تعد من المخاطر التي تعرض المستثمرين لخسارة أموالهم، أو عدم القدرة على الاستمرار في العملية الاستثمارية.
طرق التقليل من مخاطر الاستثمار
- وجود مدخرات كافية تضمن الالتزام بالنفقات والالتزامات الشخصية لمدة زمنية لمعطيات الشخص.
- وجود أهداف ودراسات واضحة للاستثمار واختيار الأداة المناسبة لذلك.
- القيام بعمل التأمينات والتنويع الاستثماري مما يضمن لك معدل مخاطرة اقل في حالة وجود أي تغيرات سلبية في الأسواق المختلفة مثل عمل تأمين على الأصول الثابتة التي تمتلكها من العقارات أو التنوع في شراء الأسهم في قطاعات مختلفة كالتكنولوجية والمالية والخدمية أو التحوط بالسلع كالذهب والنفط وغيرها.
- المعرفة والدراسة الجيدين لقوانين القطاع التي سوف تستثمر من خلالها، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، والاستفادة من الامتيازات الاستثمارية من دولة لأخرى كالسوق الأمريكي مثلا يعفي الأجانب من الضرائب.
- مراقبة المعطيات المحيطة والمؤثرة بالاستثمار كالقرارات الحكومية والأوضاع السياسية والاقتصادية والأخبار سواءاً كانت بالإيجاب أو السلب.
أخيراً يجب أن نعي بأن الوظائف التقليدية قد تضمن الحياة الكريمة، لكن لا تجلب الثراء والأحلام التي يتمناها الشخص لذاته وأسرته، لذلك يجب التفكير ملياً بالاستثمار في كل وقت يجد الفرصة مواتية للبدء والانطلاق.